مرض القولون العصبي هو اضطراب شائع يصيب الجهاز الهضمي ويسبب أعراض مزعجة مثل الألم والانتفاخ والإسهال أو الإمساك. في هذه المقالة، سنتعرف على ما هو مرض القولون العصبي، وما هي أسبابه وعوامل الخطر، وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه.
مرض مصاحب للاطقم الطبية☺
ما هو مرض القولون العصبي؟
مرض القولون العصبي هو حالة مزمنة تؤثر على حركة ووظيفة الأمعاء الغليظة (القولون)، والتي تلعب دورًا هامًا في امتصاص الماء وتخزين وإخراج البراز. لا يُعرف سبب مرض القولون العصبي بدقة، لكن يُعتقد أنه ناتج عن تفاعل غير طبيعي بين الدماغ والأمعاء، أو بسبب اختلال في التوازن البكتيري أو التهاب في الأمعاء، أو بسبب التحسس من بعض الأطعمة أو التوتر. لا يُسبب مرض القولون العصبي تغيرات في هيكلية أو خلايا الأمعاء، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
ما هي أعراض مرض القولون العصبي؟
أشهر أعراض مرض القولون العصبي هي:
- آلام أو تقلصات في منطقة البطن، تتحسن عادة بعد التبرز.
- انتفاخ أو غازات في البطن.
- إسهال أو إمساك أو تغير في شكل أو اتساق البراز.
- شعور بالحاجة إلى التبرز بشكل مستمر أو عدم إفراغ كامل للأمعاء.
- وجود مخاط في البراز.
تختلف شدة وتكرار هذه الأعراض من شخص لآخر، وقد تستمر لأشهر أو سنوات. كما قد تتأثر هذه الأعراض بالحالة المزاجية أو نظام الغذاء أو التغيرات في نمط الحياة.
ما هي أسباب وعوامل خطر مرض القولون العصبي؟
لا يُعرف سبب محدد لمرض القولون العصبي، لكن هناك عدة عوامل قد تلعب دورًا في حدوثه، مثل:
- انقباضات غير طبيعية في عضلات الأمعاء، التي تؤثر على حركة المادة المهضومة.
- اختلافات في نشاط أو حساسية الأعصاب المتصلة بالأمعاء، التي تؤثر على إحساس المصاب بالألم أو التشنج.
- التهابات فيروسية أو بكتيرية في المَعِدَة والأمعاء، التي تؤدي إلى تغير في التوازن البكتيري أو الالتهابي في الأمعاء.
- تحسس من بعض الأطعمة أو المواد المضافة إليها، مثل الغلوتين أو اللاكتوز أو الفركتوز أو السوربيتول.
- التعرض للضغط النفسي أو العاطفي، الذي يؤثر على تنسيق الدماغ والأمعاء.
هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض القولون العصبي، مثل:
- الجنس: فالنساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
- العمر: فالشباب والبالغون في سن مبكرة هم الأكثر انتشارًا للمرض.
- التاريخ العائلي: فوراثة المرض قد تزيد من احتمالية الإصابة به.
- نوعية الحياة: فالفقر أو التعرض للعنف أو التحرش قد يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق وبالتالي زيادة خطر المرض.
كيف يمكن تشخيص مرض القولون العصبي؟
لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض القولون العصبي، لكن يمكن للطبيب استخدام عدة طرق لاستبعاد أسباب أخرى للأعراض، مثل:
- التاريخ المرضي والفحص السريري: حيث يسأل الطبيب عن نوع وشدة وتكرار ومدة وعلاقة الأعراض بالطعام أو التبرز أو التغيرات في نمط الحياة. كما يفحص الطبيب بطن المصاب للكشف عن أية علامات غير طبيعية.
- فحص براز: حيث يفحص عينة من براز المصاب للكشف عن وجود دم أو دهون أو بكتيريا أو طفيليات.
- فحص دم: حيث يفحص عدد خلايا الدم ومستوى الحديد والبروتينات والإنزيمات في دم المصاب للكشف عن أية علامات للالتهاب أو فقر الدم أو اضطرابات في وظائف الكبد أو الغدة الدرقية.
- فحص تنفس: حيث يستنشق المصاب كمية صغيرة من مادة تحتوي على سكر معروف باسم لاكتول (Lactulose)، ثم يُقاس مستوى هيدروجين نَفَسِه. إذا كان مستوى هذا الهيدروجين مُرْتَفِعًا، فهذا يشير إلى وجود نَمْوٌ بَكْتِيرِىٌّ زائِدٌ (SIBO) في المَعِدَة والأَمْعاء، وهذا قد يُسبِّب بعض أعراض متلازمة
لا يوجد علاج نهائي لمرض القولون العصبي، لكن يمكن التخفيف من أعراضه باتباع نظام غذائي مناسب وتجنب بعض الأطعمة المهيجة للقولون. بعض النصائح الغذائية لمرضى القولون العصبي هي:
- تناول كميات كافية من الألياف، خاصة الألياف القابلة للذوبان، مثل الفواكه والشوفان والفول
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، مثل القمح والشعير.
- تجنب أو تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على سكريات صعبة الهضم، مثل الفركتوز واللاكتوز والفركتانز، والتي تسمى بالفودماب
- شرب كميات كافية من الماء
- تناول وجبات صغيرة ومتوزعة خلال اليوم
- مضغ الطعام جيداً والتأني في تناوله
- تجنب المشروبات الغازية والكحولية والكافيين
- تجنب التدخين
كيفية التخلص من آلام مرض القولون المزمن. مرض القولون المزمن هو مصطلح عام يشير إلى التهاب البطانة الداخلية للقولون (الأمعاء الغليظة)، والذي يسبب أعراض مثل الألم والانتفاخ والإسهال أو الإمساك أو كلاهما. هناك عدة أنواع من التهاب القولون المزمن، مثل التهاب القولون التقرحي، والتهاب القولون الغشائي الكاذب، والتهاب القولون الإقفاري، والتهاب القولون المجهري، والتهاب القولون التحسسي عند الرضع.
علاج آلام مرض القولون المزمن يعتمد على نوع التهاب وشدة الأعراض. بشكل عام، يهدف العلاج إلى تخفيف التهابات وتقرحات القولون وتحسين صحة المصاب. قد يشمل العلاج استخدام بعض الأدوية ولا تستخدم الادوية الا بعد استشارة الطبيب
- مثل
- الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الكورتيكوستيرويدات أو الأمينوساليسيلات، لتقليل التورم والألم.
- مثبطات الجهاز المناعي، مثل الأزاثيوبرين أو الإنفلكسيماب، لتثبيط رد فعل المناعة ضد خلايا القولون
- المضادات الحيوية، مثل الفانكومايسين أو المترونيدازول، لمكافحة بعض أنواع التهابات القولون
- مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول أو الإبروفين، لتخفيف آلام المصاب.
- الأدوية المضادة للتشنج، مثل الديسبامين أو الهايسيل، للاسترخاء من تقلصات عضلات القولون
- الأدوية المضادة للإسهال، مثل الإموديوم أو الديفانيل، لزيادة امتصاص الماء من البراز
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء جراحة لإزالة جزء أو كل من القولون أو المستقيم إذا كان التهاب شديد أو مستعصٍ على العلاج.
بالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن للمصابين بمرض القولون المزمن اتباع بعض النصائح العامة للتخفيف من آلامهم، مثل:
- الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب تهيج القولون، مثل الأطعمة الحارة أو الدهنية أو المقلية أو المتبلة أو التي تحتوي على كافيين أو كحول.
- الاستشارة عن كمية الألياف المناسبة، فالألياف قد تساعد في تحسين عملية الهضم والتخلص من التقلصات، ولكنها قد تزيد من الانتفاخ والغازات في بعض الحالات.
- تقسيم الوجبات إلى وجبات أصغر ومتوزعة خلال اليوم، لتجنب إفراط المعدة في العمل.
- زيادة النشاط البدني، فالرياضة قد تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتخفيف التوتر.
- تعلم طرق التخفيف من التوتر، فالتوتر قد يزيد من شدة التهابات وآلام القولون، ويمكن استخدام بعض التقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق أو الاسترخاء.
الغذاء له دور مهم في تخفيف أو زيادة أعراض مرض القولون، لذلك يجب على المصاب اتباع نظام غذائي مناسب يتناسب مع حالته وطبيعة أعراضه. بشكل عام، يمكن تلخيص بعض الأطعمة المفيدة لمرضى القولون كما يلي:
- الأطعمة الغنية بالألياف: تساعد الألياف في تحسين حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك والإسهال، كما تساعد في تغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة. من أمثلة الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقول.
- الأطعمة منخفضة الدهون: تسهل هذه الأطعمة على المصاب هضم طعامه وتجنب التهابات وتقرحات القولون. من أمثلة الأطعمة منخفضة الدهون: الأسماك واللحوم الخالية من الدهون والحبوب ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- الأطعمة خالية من المثيرات: تشير هذه الأطعمة إلى تلك التي لا تسبب تهيج أو حساسية للقولون، مثل: الماء والشوربات والزبادي والجيلاتين.
- الأطعمة خالية من المسببات: تشير هذه الأطعمة إلى تلك التي لا تحتوي على مواد قد تزيد من خطر حدوث التهابات أو نزف في القولون، مثل: المُضاداتِّ للاستيل سالِّيلِّاتِ (NSAIDs)، مثل: الإبرُّوفين والأسبرين.
إذا كنت تعاني من مرض القولون، فننصحك بمراجعة طبيبك للحصول على العلاج المناسب والتوجيهات الغذائية اللازمة. لمزيد من المعلومات عن مرض القولون، يمكنك زيارة هذه المصادر
خاتمة :
في هذا المقال، تحدثنا عن ما هو القولون العصبي وما هي أعراضه وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه. وجدنا أن القولون العصبي هو اضطراب في الجهاز الهضمي يتسبب في ألم وانتفاخ في البطن وتغييرات في عادات البراز، وأنه لا يعرف سببه الدقيق، لكن بعض العوامل مثل التوتر والحساسية الغذائية والتهابات الأمعاء قد تلعب دورا في ظهوره. كما عرفنا أن القولون العصبي لا يسبب تلفا دائما في الأمعاء، لكنه قد يؤثر على نوعية حياة المصابين به. وأشرنا إلى بعض الخيارات المتاحة لعلاج مرض القولون العصبي أو التخفيف من أعراضه، مثل تغيير نظام الغذاء وتجنب بعض المؤثرات وتناول بعض الأدوية أو المكملات أو الأعشاب. وأخيرا، قدمنا بعض النصائح والتوجيهات للمصابين بالقولون العصبي أو لمن يودون منع حدوثه.
تعليقات
إرسال تعليق